أزمة الكاكاو تستمر حول العالم في ظل نقص المعروض

ميدار.نت - نيويورك
الطاقة والبيئة
05 مايو 2024
Cover

ميدار.نت - نيويورك

تستمر أزمة الكاكاو حول العالم ويتزايد تعقيدها مهدد المليارات من عشاق الشوكولاتة ممن سيضطرون لدفع مبالغ أكبر للحصول على الأصناف التي يحبون.

وفي بورصتي نيويورك ولندن، هوت أسعار العقود الآجلة الأكثر نشاطاً لتسليم الشهر الجاري بأكثر من 25%، قبل ارتدادها الحاد، في ضوء الصعوبات التي تواجه المزارعين والمشترين حول العالم فيما يتعلق بنقص المعروض.

وتسببت هذه الظروف في ارتفاع الأسعار بأكثر من 3,000 دولار أمريكي للطن مقارنة بعقد تسليم بعد سنة، في ظل بحث المتداولين عن مصدر موثوق للحبوب، وسط سلسلة متعاقبة من مواسم الحصاد الضعيفة في ساحل العاج وغانا، اللذين يوردان نحو ثلثي المعروض العالمي من الكاكاو.

كما أسفرت المخاوف بشأن المعروض على المدى الطويل عن مسارعة منشآت المعالجة والعملاء إلى تأمين شحنات بأسرع طريقة ممكنة.

وعلّق نيكو ديبنهام، مسؤول الاستدامة السابق لدى شركة باري كاليباوت، أكبر منتجة للشوكولاتة: «يمكن أن تحاول البورصة تهدئة الحماس في السوق، لكن لم يمر أحد من قبل بهذا في صناعة الكاكاو، كما أن التقلبات مذهلة للغاية»، مضيفاً أن التحركات اليومية للأسعار «تسببت في إفلاس الكثيرين».

وقفزت أسعار الكاكاو في بورصة نيويورك إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وتخطت حاجز 12,000 دولار للطن في أبريل، ما يزيد أربعة أضعاف مقارنة بالأسعار قبل عام مضى.

وانخفضت الأسعار هذا الأسبوع إلى ما دون 9,000 دولار للطن، وسط أنباء عن هطول الأمطار في غرب أفريقيا.

 

عدم الوفاء

وتزداد المخاوف حالياً من عدم قدرة كل من غانا وساحل العاج على الوفاء بالحبوب التي تعهدت الدولتان بتسليمها، حيث فشل البلدان في تسليم طلبيات تُقدّر بمئات الآلاف من الأطنان من الحبوب، ما أسفر ذلك عن تردد المتداولين في الإقبال على شراء عقود آجلة جديدة.

ولهذا رفع المسؤولون التنظيميون في كل من غانا وساحل العاج، من الأسعار المحددة التي يدفعونها للمزارعين، في خضم محاولاتهم لتشجيع المزارعين على الاستثمار في مزارعهم وتعظيم المحاصيل.

وأزعجت زيادات الأسعار هذه شركات التداول الدولية، ونوّه مطلعون على الصناعة بخشية المتداولين احتمالية مطالبتهم بدفع أسعار أعلى كثيراً عمّا اتفقوا عليه سابقاً، في ظل احتمالية إرجاء تسليم مئات الآلاف من أطنان الحبوب حتى موسم الحصاد المقبل.

وعلّق ديبنهام: «ستكون غانا وساحل العاج في ورطة إن فعلا، وسيكونان في ورطة إن لم يفعلا»، وتابع: «وإذا ما قالا: حسناً، سندفع للمزارعين أسعاراً أعلى كثيراً، وربما يكون الحل السياسي الوحيد المتاح أمامهما، فمن أين سيحصلان على الأموال لدفع ذلك السعر؟».

&nb