إسبانيا تعلن ايقاف مسابقة تقليدية استمرت لقرون

ميدار.نت - مدريد
إسبانيا
04 مايو 2024
Cover

ميدار.نت - مدريد

أثار قرار إسباني جديد ضجة في البلاد، فالبعض اعتبره تخلي عن العادات والتقاليد، في حين اعتبره البعض الآخر انتصاراً لحقوق الحيوان وأنصار البيئة.

وألغت إسبانيا أمس الجمعة، جائزة سنوية لمصارعة الثيران، وقالت وزارة الثقافة إنها اتخذت قرارها بناء على "الواقع الاجتماعي والثقافي الجديد في إسبانيا"، إذ تزايدت المخاوف المتعلقة بالرفق بالحيوان.

كما تتراجع نسب الحضور في معظم حلبات مصارعة الثيران، حيث أصبح معظم محبي مصارعة الثيران من كبار السن، وانخفض عدد مهرجانات مصارعة الثيران بمقدار الثلث بين عامي 2010 و2023.

 

شعور عام

وكتب وزير الثقافة إرنست أورتاسون على منصة "إكس": "هناك شعور ينتاب غالبية الإسبان، وهو أنهم لا يفهمون أسباب ممارسة تعذيب الحيوانات في البلاد... ناهيك عن تلقي هذا التعذيب تمويلاً عاماً".

وتُعتبر مصارعة الثيران على الطريقة الإسبانية، التي عادة ما تنتهي بقتل الحيوان بطعنة سيف من مصارع، "تقليداً ثقافياً بالنسبة لمؤيديها في حين يصفها المعارضون بأنها تقليد قاس لا مكان له في المجتمع الحديث".

وتأتي الجائزة الوطنية على هيئة شيك حكومي بقيمة 30 ألف يورو (32217 دولاراً)، ومُنحت لمصارعي ثيران مشهورين مثل جوليان لوبيز، المعروف باسم "إل جولي" أو لجمعيات الثقافية المرتبطة بتقاليد مصارعة الثيران.

وأدرجت حكومة مُحافِظَة عام 2013 مصارعة الثيران في قائمة "التراث الثقافي غير المادي" لإسبانيا.

وعلى هذا الأساس، تمنح وزارة الثقافة منذ 2013 هذه الجائزة الوطنية، على غرار الجوائز التي تمنحها في مجالات الأدب والشعر.

إلا أن قسماً من اليسار الإسباني يرفض إسباغ الطابع الثقافي على مصارعة الثيران. واتخذت حكومة بيدرو سانشيز، بدفع من أقصى اليسار، قراراً عام 2021 باستبعاد مصارعة الثيران من الدعم المالي الثقافي الذي توفره للشباب.

 

أصوات معارضة

وذكر بورخا سمبر المتحدث باسم حزب الشعب المحافظ المعارض، إن خطوة الحكومة أظهرت أنها "لا تؤمن بالتنوع الثقافي أو الحرية"، وأن حزبه سيعيد الجائزة في حال استعاد السلطة.

وأوضح خورخيه أثكون زعيم حزب الشعب، في منطقة أراجون أن الحزب يعتزم تقديم جائزة أخرى. وأضاف: "يجب أن تكون التقاليد شيئاً يوحدنا بدلاً من أن يفرقنا".

وأصبحت مصارعة الثيران في الآونة الأخيرة قضية حاسمة في الصراعات الثقافية في إسبانيا، إذ تتصارع الأحزاب اليسارية مثل سومار، التي ينتمي إليها أورتاسون، مع المحافظين اليمينيين الذين يدعمون هذا التقليد.

وتنامت معارضة مصارعة الثيران في أميركا اللاتينية، التي انتقل إليها التقليد في القرن السادس عشر، قبل أن ينتشر في جنوب فرنسا في القرن التاسع عشر.