علماء ينجحون في ترميم وجه سيدة ماتت قبل 75 ألف عام

ميدار.نت - كامبريدج
موسيقى وثقافة
الآثار
04 مايو 2024
Cover

ميدار.نت - كامبريدج

سيدة مجهولة عاشت قبل 75 ألف عام في كردستان العراق، كيف كان شكلها وأي ملامح حملت هي وأبناء جنسها من إنسان نياندرتال؟

هذا الموضوع أجاب عنه علماء الآثار، بعدما نجحوا في ترميم وجه امرأة عثروا على بقايا عظامها مدفونة في كهف في سفوح جبال العراق، وأطلق الباحثون على هذه السيدة اسم "شانيدار زد".

وأشار تحليل الحفريات إلى أن "شانيدار زد" دُفنت في أخدود كونته المياه الجارية، والتي تم تجويفها يدوياً لاستيعاب جسدها، وكانت متكئة على جانبها، ويدها اليسرى ملتوية تحت رأسها، حيث وضعت صخرة خلف رأسها.

كشف العلماء عن نتائج هذه الأبحاث في فيلم وثائقي جديد بعنوان "أسرار إنسان نياندرتال"، من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

 

وجه مختلف

وعلى الرغم من أن إنسان النياندرتال الذي يُعتقد أنه مات قبل 40 ألف سنة، كان لديه جماجم مختلفة تماما عن جماجم البشر حديثا، إلا أن الوجه المعاد بناؤه لهذه المرأة التي يُعتقد أنها كانت في الأربعينيات من عمرها عندما ماتت، يظهر أن مظهرهم كان شبيها بالبشر الحديثين.

وشرحت الدكتورة إيما بوميروي، من قسم الآثار بجامعة كامبريدج: "تحتوي جماجم النياندرتال على نتوءات جبهية ضخمة وتفتقر إلى الذقن، مع وجه وسط بارز يؤدي إلى أنوف أكثر بروزا. لكن الوجه المعاد تشكيله يشير إلى أن تلك الاختلافات لم تكن مطلقة".

وتابعت بوميروي: "ربما يكون من الأسهل أن نرى كيف حدث التزاوج بين أنواعنا، لدرجة أن كل شخص على قيد الحياة اليوم تقريبا ما يزال لديه الحمض النووي للنياندرتال".

وقال العلماء إن بقايا المرأة، بما في ذلك جمجمة مسطحة يصل سمكها إلى نحو 2 سم، هي من أفضل حفريات إنسان النياندرتال المحفوظة التي تم العثور عليها هذا القرن.

ويُعتقد أن رأسها سُحق، ربما بسبب سقوط الصخور، بعد وقت قصير من وفاتها، على الأرجح بعد تحلل دماغها ولكن قبل أن تمتلئ جمجمتها بالتراب.

 

مراحل الترميم

وبعد كشف البقايا بعناية، بما في ذلك هيكلها العظمي حتى الخصر تقريبا، استخدم علماء كامبريدج مادة لاصقة تشبه الغراء لتقوية العظام والرواسب المحيطة بها، وأزالوا "شانيدار زد" في كتل صغيرة مغلفة بورق الألمنيوم من تحت 7.5 متر من التربة والصخور داخل "المقبرة المزهرة".

ثم جمعوا أكثر من 200 قطعة من جمجمتها لإعادتها إلى شكلها الأصلي، بما في ذلك فكيها العلوي والسفلي.

وأجرى العلماء مسحا لسطح الجمجمة المعاد بناؤها وطباعتها بالتقنية ثلاثية الأبعاد، مضيفين طبقات من العضلات والجلد المُصنّعة للكشف عن وجهها.