الميثومانيا وهوس الأساطير.. عندما لا يمكنك التوقف عن الكذب

ميدار.نت - دبي
الكذب
الميثومانيا
02 نوفمبر 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

الميثومانيا كلمة يونانية تعني هوس الأساطير، وهي اضطراب نفسي يتصف المصابون بها بهوس الكذب المزمن، حيث يكذب الشخص بشكل اعتيادي دون مبرر أو هدف، وقد يصل به الأمر لتصديق كذبته، وبناء المزيد من القصص عليها، واختلاق أكاذيب جديدة لدعم الكذبة الأولى.

ولا يعتبر الأطباء الميثومانيا مرضا مستقلا بذاته، بل يصنف كعرض مرافق لمشاكل نفسية أخرى، مثل اضطرابات الهوس، أو الشخصية النرجسية، أو الوسواس القهري.

 

ما هي أسباب الميثومانيا

بعد دراسات عديدة، لم يجد العلماء أدلة لوجود رابط بين الجينات والميثومانيا، وأرجعوا أسباب نشوئها لما يلي:

_ الاضطرابات النفسية، وهي أكثر الأسباب شيوعا، كاضطراب الشخصية النرجسية، والشخصية الحدية، والشخصية المعادية للمجتمع، والشخصية الاعتمادية، وثنائي القطب، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهوس السرقة، حيث ترتبط كلها باللجوء للكذب كوسيلة دفاعية تساعد المريض على بناء عالم آمن خاص به، وإن كان مزيفا، أو لاكتساب التعاطف والاحترام، وتجنب الهجر والفراق.

_ تدني احترام الذات، وانخفاض الثقة بالنفس، والشعور بعدم الاستحقاق، حيث يطور الشخص وسائل الكذب لديه، للوصول لغايات يعتقد أنه غير قادر لنيلها بشخصيته الحقيقية، كالكذب بشأن ثروته، أو تحصيله العلمي، أو مرتبته في عمله.

_ تجارب الطفولة، حيث أن التعرض لتجارب قاسية أثناء الطفولة، كالإهمال العاطفي والتعنيف، بالإضافة للتجارب الحياتية السلبية، تكون سببا في لجوء الشخص للكذب بشكل متعمد ومستمر لتجنب وإنكار المواقف المؤلمة التي سبق ومر بها، وللحصول على الاهتمام والتعاطف.

_ التربية، فقد تكون العوامل الاجتماعية التي نشأ فيها الفرد سببا لظهور الميثومانيا لديه، بسبب الوالدين المشجعين للكذب، او المتساهلين معه، إضافة لرؤية الأهل يكذبون بهدف نيل التقدير والتعاطف، كالأم التي تكذب بخصوص حالة الأسرة المادية، أو عمل الزوج، أو دراسة الأبناء.

 

أعراض الميثومانيا

تظهر أعراض الميثومانيا عادة في عمر بين   ١٠-٢٠ عاما، وتتضمن:

_ الكذب المزمن والمستمر، دون محفز خارجي، بل يكون داخليا ونفسيا.

_ اختلاق قصص خيالية كاملة، والاستمرار في سردها لأبعد حد، وبناء العديد من الحكايات المزيفة عليها.

_ كذب واعٍ، حيث يعرف الشخص أنه كاذب، لكنه لا يستطيع التوقف.

_ وجود المتعة والراحة في الكذب، وخاصة عندما يلقى التصديق، وينجو من التحقيق.

_ عدم الاهتمام باكتشاف كذبهم.

_ كذب لا غاية له، أي لا يهدف لإلحاق الضرر بأحد، أو للوصول لغاية، بل لإرضاء نفسه.

_ يتبنى البعض قصص الآخرين، ويروونها على أنها قصصهم.

_ عند اكتشاف الكذب ومواجهة الكاذب، يلجأ لاتخاذ موقف دفاعي ودرامي لكسب العطف.

 

علاج مرضى الميثومانيا

يقوم علاج مريض الميثومانيا على علاج المرض النفسي الأساسي المرتبط مع الكذب والسيطرة عليه، ثم علاج الكذب كما يلي:

_ العلاج السلوكي المعرفي، ويستهدف تغيير أفكار ومفاهيم المريض من سلبية لإيجابية، من خلال فهم محفزات الكذب ودوافعه، وبناء استجابات ومواقف جديدة.

_ التنويم المغناطيسي، وهو تنويم إيحائي يقوم على فهم الحوادث والذكريات المرتبطة بالكذب، وإعادة برمجة عقل المريض الباطن من خلال الإيحاء.

_ العلاج الجماعي، ويهدف لتثبيت نتائج جلسات العلاج النفسي، والفردي.

_ دعم الأسرة، وهو مفيد لدفع الفرد نحو مقاومة الكذب، إذ يجب عدم الغضب والانفعال عند الكذب، ومعرفة أن الشخص يعاني من اضطراب نفسي، وإقناعه بتلقي العلاج كحل أنسب للشفاء.

 

أخبار قد تهمك:

لماذا يلجأ البعض للكذب القهري وهل هو مرض يستدعي العلاج

كيف يتحول هوس المشجعين من الشغف إلى العنف