بالفيديو.. قوارب طائرة تهبط على خور دبي عام 1935

وثائقي خاص من ميدار.نت - دبي
دبي
وثائقيات
28 أبريل 2024
Cover

 

وثائقي خاص من ميدار.نت - دبي

 

في ثلاثينيات القرن الماضي بعهد حاكم دبي المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم.. وتحديداً منذ عام 1935 شهد خور دبي هبوط طائرات فوق مياهه في منطقة محددة باتت تسمى ( BOAC Jetty ) وتمثل مطاراً للطائرات المائية أو ما يدعى بالقوارب الطائرة الفاخرة.

ويروي أبناء دبي في ذلك الحين أن البعض دُهشوا لرؤية تلك الطائرات المائية تظهر من السماء لأول مرة، وهرعوا إلى منازلهم خائفين من الضجيج القوي الذي أحدثته محركات هذا الجسم الغريب. 

فما قصة هذا المطار المائي، وتلك الطائرات التي تمتاز بتصميمات داخلية واسعة تتيح للركاب حتى ممارسة لعبة الجولف المصغرة داخلها، والتجول والتدخين على سطح الممشى مستمتعين بالفرجة من النوافذ، فضلاً عن إمكانية تحويل الكبائن إلى أماكن نوم.

 

شركة الطيران الإمبراطورية

بعد الحرب العالمية الأولى ظهرت شركة الطيران الإمبراطورية البريطانية، وبدأت خطوطها تتوسع شيئاً فشيئاً وصولاً إلى هدفها البعيد بالربط بين لندن وأستراليا.

وفي عام 1927 وصل هذا الخط إلى البصرة، وتركز النشاط في الأعوام التالية للحصول على تراخيص هبوط في الدول المجاورة.

كان هناك عدد قليل من المطارات الدولية في ذلك الوقت، وكان لطائرات القوارب الطائرة ميزة على الطائرات البرية، حيث امكانية الهبوط في أي بقعة مائية تحوي ما يكفي من المياه.

ولأن تطوير المطارات البرية كان مكلفاً وصعباً في ذلك الوقت.. بحثت الحكومة البريطانية عن طريقة أخرى لتحسين الاتصالات مع الأجزاء البعيدة من أراضي إمبراطوريتها، فقررت تطوير خدمة الطائرات المائية لربط بريطانيا بأستراليا ونيوزيلندا ومستعمراتها لتقديم خدمات عديدة منها نقل البريد.

وكان رصيف BOAC على خور دبي جزءاً من هذا الخط الرابط، حيث تضمنت الرحلة من أستراليا إلى إنجلترا 31 محطة للتزود بالوقود، احداها خور دبي.

ورغم الصعوبات الملاحية في الطيران فوق المياه المفتوحة، لاسيما طيرانها على مستويات منخفضة، والسرعة القصوى التي لا تتجاوز 160 ميلاً في الساعة، خفّضت هذه القوارب الطائرة وقت السفر من إنجلترا نحو أستراليا إلى عشرة أيام، وهو وقت أسرع وأكثر راحة من الطائرات ذات السطحين DH86 التي كانت تحلق قبلها، ومن رحلات البواخر البحرية، التي تستغرق أسابيع عدة.

 

5 روبيات

كانت رسوم النزول بالمطار المائي لخور دبي والإقامة لليلة 5 روبيات، مع 4 روبيات إضافية للحارس الليلي، حيث يتم نقل الركاب والطاقم لمسافة (16 كم) من خور دبي في سيارات من نوع فورد اثنين للنوم ليلاً في قلعة وفندق مطار الشارقة القديم، والمزود بباب فولاذي محصن، وثغرات للبنادق وحزام تطويق من الأسلاك الشائكة.

وعند مغادرة الطائرات لدبي، كان تأخذ طريق الشرق عبر الصحراء، وتصعد إلى  ارتفاع آمن يبلغ 8000 قدم لعبور سلسلة الجبال. 

الطائرات المتجهة إلى كراتشي كانت تعبر فوق خليج عمان، بعد الساحل الجنوبي لإيران، ثم نحو كراتشي على مسافة 1160 كم. 

ومن نوافذ كابينة الممشى أتيح للركاب رؤية بعض التكوينات الصخرية الاستثنائية الرائعة في سلسلة جبال ماكران الساحلية.

هذا الجزء من الطريق كان يخضع لظروف الرياح الموسمية من يونيو إلى أغسطس مع الكثير من الاضطرابات والتيارات الجوية.

كما كانت العواصف المدارية متكررة في شهرَيْ مايو ويونيو، ثم في شهرَي أكتوبر ونوفمبر.

ومنذ عام 1937، شغّلت الخطوط الجوية الإمبراطورية رحلات أسبوعية من المملكة المتحدة إلى باكستان عبر خور دبي.

وبحلول 1938، كانت أربعة قوارب طائرة تهبط أسبوعياً على خور دبي.

 

طريق حدوة الحصان

وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، أعادت الخطوط الجوية الإمبراطورية عام 1940 هيكلة شركة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار (BOAC).

وأنشأت طريقاً بديلاً يسمى طريق حدوة الحصان، فربطت الطرق الجوية البرية المملكة المتحدة ودوربان والقاهرة، مع الاستعانة بالقوارب الطائرة بالرحلات القصيرة من وإلى الخرطوم والأقصر والقاهرة والحبانية في (العراق) والبصرة والبحرين ودبي وجيواني، وإلى كراتشي، للربط مع الطائرات المائية لشركة كانتاس البريطانية التي تحلق على الطريق الشرقي نحو أستراليا ونيوزيلندا.

وبحلول عام 1944، قامت شركة BOAC بتشغيل 8 قوارب طائرة أسبوعياً في خور دبي، الى أن توقفت تلك الطائرات نهائياً عن الهبوط على خور دبي عام 1947.

وأصبح مرسى الطائرات على خور دبي أو الـ ( BOAC Jetty ) معلما من معالم الإمارة، وبقيت المنطقة تعرف باسم "BOAC JETTY" حتى تم هدمه في ثمانينيات القرن الماضي، لتبقى قصته شاهدة على تطور دبي ودورها مطاراتها بربط العالم ببعضه منذ ذلك الوقت.