ماركس يعود من البيوت ثانية في بيروت

ميدار.نت - بيروت
موسيقى وثقافة
02 مايو 2024
Cover

ميدار.نت - بيروت

انتشرت في شارع الحمرا البيروتي، مُلصقات مكتوبٌ عليها: "كارل ماركس راجع"، هذا العنوان اللافت لم يكن دعوة لصدام اقتصادي أو سياسي مرتقب، وإنما إعلان لمسرحية بدأ عرضها على خشبة "مسرح لبَن" في بيروت الأسبوعَين الماضيين.

إشكاليّة العودة إلى ماركس بالذات، والنقض الساخر لمقولة "إن كان قد ماتَ حقّاً؟"، أتت على صيغة مرافَعة كوميدية مونودرامية أدّاها الممثّل عامر فيّاض، وأخرجها المُخرج اللبناني الشاب رالف العسراوي، واستغرقت ساعة تقريباً.

في العمل يعود كارل ماركس من الموت لساعةٍ واحدة فقط لزيارة بيروت و مناقشة الأحوال الاقتصادية والدينية والإجتماعية والسياسية بإطار كوميدي ساخر، فينقد ما يحدث في لبنان والعالم عن طريق نقده لنفسه أولاً، كما يتحدث عن حياته السابقة، وعائلته، ومشاكله الشخصية، وأفكاره. حيث يتعرف الحاضرون على جانب لا يعرفونه عن ماركس.

ويقول صناع العمل في الإعلان عنه: "لست بحاجة لمعرفة أي معلومة عن كارل ماركس مسبقاً، للإستمتاع وفهم هذا العمل المسرحي".

ورغم أن العرض ينتصر لماركس وبه ضدّ الرأسمالية وتمثيلاتها السياسية والفكرية التسليعية، لكنه لا يخلو أيضاً من الالتفات إلى مواجهاته مع أسماء فلسفية وثوريّة مثل برودون وباكونين، أو إلى سلوكه وحياته الشخصية وحضور زوجته جيني وبناته الثلاث فيها، حيث يبدو ممتنّاً جدّاً لهنّ.

 

واقع لبنان

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ خيار القائمَين على العمل، العسراوي وفيّاض، بسرد حياة صاخبة ومحتدمة، وتكثيفها بإشارات كاشفة مأخوذة من واقع لبناني، يذكّر إلى حدّ ما بالعمل المسرحي الأشهر عن حياة الفيلسوف الألماني: "ماركس في سوهو" لهوارد زِن. بعد هذا، ماذا يعني أن تنقطع الكهرباء ليُستكمل العرض بالاستعانة بأضواء الهواتف المحمولة لأكثر من 10 دقائق؟ يرتجل فيّاض: "حتى هَيْ ما حلّيتوها؟".

في "المجيء الثاني" يعودُ شريك فريدريك أنغلز (1820 - 1895)، بشكلٍ سريع ولمّاح ولمدّة ساعة واحدة فقط؛ عودةٌ ربّما أراد لها صاحباها أن تكون متزامنة مع "عيد العُمّال" في الأول من أيّار، لكنّ الأكيد أنّه ما كان لها أن تتحقّق لو لم تضبِط نفسها بموهبة فنّية كالتي عايناها.

&nb